Shams-Alhorreya : الظواهري وبن لادن.. بالأسانيد الشرعية خوارج اليوم

05/03/2010

محمد الشافعي «الشرق الأوسط» - فتوى المرجع الكبير العالم الشيخ محمد طاهر القادري الباكستاني المولد التي أصدرها في مؤتمر صحافي بلندن الثلاثاء الماضي، والتي اعتبر فيها أن الذين يقومون بأعمال إرهابية هم أعداء للإسلام ومصيرهم جهنم، أثارت الكثير من ردود الفعل في الأوساط العربية والإسلامية، ورحبت بها دوائر صناع القرار في العواصم الغربية.

والفتوى المكونة من 600 صفحة للشيخ القادري مؤسس حركة «منهاج القرآن» لم تكن الأولى، فقد أصدر من قبل فتاوى ضد الإرهابيين عقب هجمات سبتمبر (أيلول)، وكذلك عقب تفجير المدارس في كراتشي وروالبندي العام الماضي. وكانت تصريحاته عقب هجمات سبتمبر مدوية ضد الانتحاريين الـ19، في تأكيده أن تفجير مركز التجارة العالمي ليس جهادا بل هو إرهاب واضح للعيان، لأن الانتحاريين قتلوا آلاف الأبرياء وعرضوا حياة المسلمين حول العالم للخطر. وفي فتواه الأخيرة التي أصدرها من لندن اعتمد فيها على الأدلة الشرعية المستنبطة من السلف الصالح والمستمدة من أقوال الشيخ عبد العزيز بن باز وناصر الدين الألباني وشيخ الإسلام ابن تيمية والفوزان في التحريم القطعي للإرهاب، مؤكدا أن الانتحاريين «لا يمكنهم الادعاء بأن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الأمة، هذا غير صحيح لأنهم سيصبحون من أبطال جهنم وبئس المصير». وأضاف أن «أفعالهم في هذه الحالة لا يمكن بأي شكل أن تصنف في إطار الجهاد». وأضاف أن الإسلام «ليس فقط بريئا من التفجيرات الانتحارية والهجمات التي تستهدف المدنيين لكنه، أيضا يخرج المتورطين فيها من ملة الدين الحنيف، أي أنه يعتبرهم كفارا».

ووصف «القاعدة» بأنها «شر قديم باسم جديد». وجاء في الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بشرق العاصمة لندن أن فتواه ترفض بشكل قاطع أي عذر لتبرير العنف، بل ذهب إلى أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن الانتحاريين لن يدخلوا الجنة ولن يشموا ريحها، ومقولة أن كل انتحاري سيمنح 72 حورية في الجنة كدافع لتنفيذ أعمال انتحارية، اعتبرها غسيل مخ، «لأن هؤلاء الانتحاريين سيخلدون في نار جهنم». وشدد القادري في لقائه مع «الشرق الأوسط» على أن بن لادن والظواهري ومنظري «القاعدة» هم بالأسانيد الشرعية «خوارج اليوم»، وتابع الشيخ القادري «الإرهاب هو الإرهاب، والعنف هو العنف، ولا مكان لهما في تعاليم الإسلام، ولا يوجد لهما أي تبرير أو عذر أو حجة». وشدد على أن الإسلام هو دين سلام وتسامح، داعيا المسلمين إلى الاقتداء بهذا الموقف.

ويترأس الشيخ محمد طاهر القادري حركة منهاج القرآن، وهي حركة دعوية صوفية تحارب التطرف الديني في عشرات المراكز المنتشرة في بريطانيا وباكستان. وتتلمذ الشيخ القادري في المدينة المنورة في مدرسة العلوم الشرعية قبل أن ينتقل إلى البنجاب، حيث تلقى الفقه والشريعة والقرآن على يد أساتذة المدرسة الديوبندية المعروفة صاحبة الآلاف من المدارس الدينية في عموم باكستان والهند وأوروبا.

ويتنقل القادري اليوم بجواز سفر كندي بين بريطانيا وباكستان وبقية البلدان الأوروبية التي له فيها أتباع وتلاميذ. وحركة منهاج القرآن تشرف على مدارس دينية تقدم فيها أيضا العلوم والرياضيات بمصاريف مالية، وهناك نحو ألف مدرسة في عموم باكستان، وكذلك تشرف «منهاج القرآن» على عشرات من دور الأيتام. والقادري من مواليد عام 1951، ووالده الشيخ فريد الدين القادري الجيلاني كان من كبار علماء الشريعة في باكستان. وجاء الحوار مع القادري على النحو التالي:

* هل أصدرتم من قبل فتاوى ضد الإرهابيين؟

- لقد قمت بتأليف 1000 كتاب، تم نشر 400 منها بالفعل، يعالج 12 منها ذلك الموضوع. وقد صدر أول تلك الكتب التي تتناول تلك القضية في عام 1995 وكان يعالج القضية من منطلق حقوق الإنسان. وفي معالجتي للقضية الأولى من مباحث ذلك الكتاب في فبراير (شباط) 1995؛ كتبت أن قتل المسلمين وغير المسلمين في عمليات إرهابية هو محرم قطعا، ثم ذكرت نحو 200 صفحة بشأن ذلك الموضوع. كان ذلك في عام 1995، ثم سرعان ما كتبت في أعقاب هجمات سبتمبر كتابا حول حقوق الإنسان نشر في عام 2000، وهو مقدمة لسيرة النبي الكريم، وقد ضمنت مجمل هذه النقاشات في المقدمة، فهي مثل مقدمة ابن خلدون، حيث كانت مقدمته تدور حول التاريخ، فيما تدور مقدمتي حول السيرة، وهي مكونة من جزءين. ثم كتبت الكتاب الثاني الذي تم نشره في عام 2004 تحت عنوان «الحقوق الإنسانية في الإسلام»، وهو الكتاب الذي يدور ثلثاه حول تحريم الإرهاب بموجب الأسانيد الشرعية المستمدة من الأئمة الأربعة وعلماء أفاضل مثل الشيخ عبد العزيز بن باز وناصر الدين الألباني وشيخ الإسلام ابن تيمية وصالح الفوزان، ولكنه لم يكن على هيئة فتاوى، فقد كان مجرد بحث حول حقوق الإنسان وحقوق غير المسلمين وحقوق الملكية (في الإسلام).

* هل هناك سبب معين وراء توقيت إصدار فتوى تحريم الأعمال الانتحارية؟

- إنني كنت أكتب بالفعل ذلك النوع من الدراسات الشرعية والكتب، لكن السبب في أنني كتبت فتوى في ذلك الوقت بالذات هو أن قوة الإرهاب قد تزايدت في باكستان في العام الماضي، حيث كانوا لا يقتلون البشر فقط ، بل يذبحونهم أيضا وكأنهم كباش فداء في سوات والشريط القبلي، بل إن بعض شهود العيان قالوا إنهم كانوا يقتلون الناس ثم يخرجونهم بعد ذلك من قبورهم، ويعلقون جثثهم على الأشجار لمدة ثلاثة أيام، وذلك هو ما حدث في «سوات» حيث تم ذبح الكثير من الناس، ثم بدأوا حملة تفجير المساجد في يوم الجمعة. حدث ذلك في كراتشي ومسجد مركز قيادة أركان الجيش في روالبندي وإسلام آباد وبيشاور، وكوهات، والكثير من الأماكن الأخرى، وأفعالهم البغيضة الوحشية كانت تدل عليهم ، وتشير إلى انهم «خوارج هذا الزمان»، وأنهم «شر قديم باسم جديد».

* ما تعليقكم على الدعوة لإجراء حوار مع طالبان لتهدئة العنف وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد؟

- عندما طال ذلك النوع من الممارسات المصلين وأدرك الكثير من العلماء والفقهاء والقادة السياسيين أنهم قد بدأوا، وأن هناك عملية عسكرية بدأت، لجأوا في البداية إلى الحوار معهم في سوات، فقد ذهبت الحكومة الباكستانية لإقامة حوار معهم، ولكن العملية توقفت وفشلت، لأن مروجي العنف لم يتصرفوا من منطلق انهم في حالة حوار، وبالتالي فقد عادوا لهدم المساجد والمدارس، وأحرقوا الأخضر واليابس ، وكأنهم ليسوا من هذا البلد، حتى أغلقت كل المرافق، واستأنفوا عمليات القتل.

* لماذا يبدي علماء الدين في باكستان ترددا حيال الإعلان عن إدانتهم للإرهاب والجماعات الإرهابية؟

- كنت أرى الكثير من الفقهاء يلتزمون الصمت حيال ذلك، فهم فقط كانوا يسألون الحكومة إذا ما كان يجب عليها وقف تلك العمليات العسكرية في الشريط القبلي، وكان البعض يطالب بذلك، فهم لم يكونوا مستعدين لإدانة النشاطات الإرهابية، وكان ذلك أحد الجوانب. ومن جهة أخرى، فإنهم عندما كانوا يسألون لماذا لا يدينون الإرهابيين كانوا يجادلون ويحولون المناقشة إلى قضايا أخرى، فهم كانوا يتجنبونها، ويربطونها أحيانا بالضربات الصاروخية الأميركية. وقد أدان بعض العلماء الممارسات الإرهابية، لكن تلك الإدانات لم تكن سوى في صورة مجرد شجب وتنديد، فقد كانوا يصدرون بيانات من صفحة أو صفحتين تحمل توقيعات مئات من العلماء، لكنهم لم يكونوا يضيفون الأدلة أو الأسباب الشرعية والفقهية التي يدينون بناء عليها حتى تصل إلى قلوب الناس، ولم يكونوا يشيرون في فتاواهم إلى أي مراجع من القرآن الكريم أو من الحديث الشريف أو استشهادات بآراء السلف من العلماء.

* هل يتخوف مشايخ وعلماء باكستان من عنف «القاعدة» وطالبان.. ولماذا يلتزمون هذا الصمت؟

- من بين الأسباب أن غالبية العلماء ربما يساورهم الخوف، لأن أي شخص يصدر أي فتوى يتعرض للقتل، وعلى مدار الأعوام العشرين الماضية تعرض أكثر من 60 عالما للقتل، جراء إما أعمال إرهاب طائفي أو خلال الموجة الراهنة من الإرهاب.

وعلى سبيل المثال، قتل الشيخ حسن إلهي الظاهر، وحتى يومنا هذا لا يدري أحد من المسؤول عن قتله. ففي الأيام الأخيرة، أطلق الدكتور سرفيراز النعيمي إدانة شفهية موجزة للغاية ضد الإرهاب، وكانت النتيجة تعرضه للقتل على يد انتحاري داخل المدرسة الدينية التي كان يعمل بها.

وعليه، يتضح أن أحد أسباب الصمت هو خوف العلماء، نظرا لعدم توافر حماية في باكستان لأي فرد. ويحمل سببا آخرا طابعا سياسيا، يتمثل في أن جميع هؤلاء الإرهابيين ينتمون إلى الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، من سوات وبيشاور ووزيرستان لشمالية والجنوبية، وفي الوقت ذاته توجد للعلماء جماهير انتخابية بهذه المناطق.

وبذلك، يواجه العلماء الحاجة للفوز بأصوات سكان هذه المناطق. وبالنظر إلى ما يتسم به العامة من أبناء هذه المناطق من جهل وأمية، يحرص العلماء على عدم اتخاذ موقف سياسي معارض لهم، بمعنى أن للعلماء مصالح سياسية قوية، وهناك قضايا طائفية يعمدون إلى التزام الصمت بشأنها. وإذا ما أصدروا فتوى تحمل تبريرات وأعذارا، فإن هذا يربك الشباب. ولذلك أؤمن بضرورة إصدار فتوى قاطعة من دون تبريرات ولا حالات استثنائية.

ويرى علماء باكستان أيضا أن الإرهاب يشكل نتاجا للسياسة الخاطئة الموالية للولايات المتحدة التي انتهجتها الحكومات الباكستانية المتعاقبة. وبالتالي، يشكل الإرهاب رد فعل لذلك.

* كيف تصف قيادات «القاعدة» وطالبان ومنظريهم الذين دفعوا الشباب إلى ارتكاب أعمال انتحارية؟

- هؤلاء هم الذين قاموا بغسل عقول الشباب، حتى أصبحوا ينظرون إلى القيام بعمليات انتحارية باعتباره جهادا، وهم «خوارج اليوم» بموجب الحديث الشريف «الخوارج كلاب النار»، لأنهم يخرجون على أمر الدين الحنيف، ويفرقون جماعة المسلمين، حتى التفجيرات طالت داخل المملكة العربية السعودية وقتلت أناسا أبرياء؛ حيث كانوا يعتقدون أن ذلك نوع من الجهاد سوف يدخلهم الجنة، لكنهم لن يدخلوا الجنة ولن يشموا ريحها بأفعالهم وشرورهم التي سلطت عليهم.

هؤلاء الشباب من الانتحاريين تعرضوا لغسيل مخ بادعاء أن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الأمة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لأنهم سيصبحون من أبطال جهنم وبئس المصير، وسيخلدون فيها.

ولهذا فقد ارتأيت أن ذلك هو الوقت الأمثل لكي أصدر فيه فتوى متكاملة تشتمل على كل الأدلة والأسانيد الشرعية من القرآن والسنة، بالإضافة إلى الاستشهاد بالسلف الصالح للإجابة عن تلك الأسئلة المتعلقة بالإرهاب وإعادة هؤلاء الشباب إلى جادة الطريق الصواب.

* ماذا عن دول مثل العراق وأفغانستان.. هل تنطبق هذه الفتوى على الهجمات الانتحارية في هذه البلاد؟

- عندما تكون هناك حرب في أي دولة، تقاتل داخل ميدان المعركة، حيث يخوض الجميع قتالا ضد بعضهم البعض، ويصبح كل شيء مباحا في الحرب. لكن هذا الوضع مختلف، حتى في الحروب هناك حديث ورد في صحيح الإمام البخاري ومسلم أنه أثناء الحروب لا يجوز قتل النساء والأطفال والشيوخ والعجزة فهذا حرام. ولا يجوز قتل كبار السن، حتى لا يجوز قتل الرهبان ولا الحيوانات التي يملكها العدو. ولا يجوز أيضا حرق الأشجار ولا تدمير الممتلكات ولا قتل المزارعين، وهذا كله وارد في السنة، وفي حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وصيته إلى أسامة ابن زيد قبل خروجه إلى معركة تبوك بألا يقتلوا شيخا أو امرأة ولا طفلا أو يقطعوا شجرة، ولا يفسدوا على عابد عبادته أو يتعرضوا للرهبان في الصوامع.. فنبينا الكريم قال ذلك قبل 14 قرنا، ولا يمكنك قتل المزارعين ولا التجار ولا الدبلوماسيين ولا السفراء. والآية الكريمة صريحة وواضحة «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» سورة البقرة.

هذه هي سنة نبينا الكريم التي خرج بها إلى الناس كافة.. إنه دين عظيم، ولكن انظر حالنا المؤسف اليوم، يلقى الناس حتفهم داخل المساجد وفي عرض الشارع، ويقتلون وهم نيام في منازلهم، ويفجر الإرهابيون الأسواق، ويقتل في ذلك النساء والعجزة والأطفال، الأمر الذي لا يوجد ما يبرره مطلقا.. هؤلاء الإرهابيون من «القاعدة» وطالبان يشوهون صورة الدين الحنيف بالقتل العشوائي للأبرياء في باكستان والسعودية وأفغانستان والعراق ونيويورك ولندن ومدريد.

* هل كنت على اتصال بعلماء ومشايخ من المنطقة العربية قبل إصدار الفتوى؟

- أنا على اتصال معهم بصفة شبه دائمة، وتلاميذي الحمد لله في كل مكان بالدول العربية.

* كل يوم نرى العمليات الانتحارية ضد الأميركيين، لذا كيف يمكنك تبرير ذلك؟

- عندما يقوم أي انتحاري بعملية تسفر عن قتل أناس أبرياء، فإن ذلك محظور وحرام شرعا. إن ذلك حرام بين تماما. تقول التعاليم الإسلامية إنك إذا تركت 99 في المائة من الناس المذنبين، فإن ذلك أقل ضررا من قتل فرد واحد بريء، لذا فإذا قمت بعملية انتحارية وقتل شخص واحد بريء، فإن الأمر كما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا». تنطوي هذه الآية على شيئين، الأول هو أن قتل النفس خطيئة وحرام، والثاني هو أن إباحة هذا القتل تعد كفرا.

* يقوم تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى بعملية غسيل مخ للشباب، ويقولون لهم إنهم إذا قاموا بعمليات انتحارية فسيدخلون الجنة، وسيكون لهم 72 من الحور العين، فهل هذا صحيح؟

- هذا ليس صحيحا على الإطلاق! لا ليس صحيحا. كل هذا هراء.

* فأين سيذهبون إذن؟

سيذهبون إلى النار. مصيرهم الجحيم، لأنهم يقتلون البشر، ويقتلون النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء؛ إنهم يقتلون غير المحاربين، لذا فسيذهبون إلى جهنم. لقد قال الرسول الكريم صلوات الله وتسليماته عليه «من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها». وقال في حديث آخر إنه سيدخل النار.

* هل تعتقد أن فتواك سيكون لها أثر في باكستان، على طالبان؟

- دعني أميز بين الأشياء. هناك ثلاثة أنواع من الناس يمكنك أن تعتبرهم من الإرهابيين المتطرفين. النوع الأول هم القادة المتطرفون، والنوع الثاني هم فئة من الناس تم غسل مخهم مائة في المائة، فليست لديهم أي مقدرة على الفهم، ولا يقبلون نقاش العقل، أو أنهم وُضعوا في ظروف لم يستطيعوا من خلالها التوصل إلى أي كتب.. سأستثني هؤلاء الأشخاص. والنوع الثالث هم آلاف الشباب الذين لم يصلوا إلى هذه النقطة، لكنهم يتجهون بالفعل إلى هذا الطريق؛ وهؤلاء الأشخاص من المحتمل أن يصبحوا متطرفين وإرهابيين. هؤلاء الشباب عددهم بالآلاف، وأكبر من ذلك، سيتأثرون حتما بهذه الفتوى لأنها موجهة إليهم. لقد سمعوا عنها عن طريق وسائل الإعلام، ويعرفون اسمي كذلك. وغالبية هؤلاء الأشخاص قد ينتمون إلى أي دولة، ويعرفون ما أقوله، وأنني لا أتحدث أبدا من دون دليل أو سند، فأنا لا أقول شيئا من دون دليل من القرآن والسنة وإجماع كبار الأئمة. لذا، فسيكونون مضطرين لقراءتها. وسنقوم بإعداد اسطوانات مضغوطة وتسجيلات على الإنترنت، وبعد ذلك سيقرأون الآيات القرآنية والتفسير والحديث وآراء العلماء، وبالتأكيد سيكون عليهم تغيير آرائهم، وسيغيرون ما تعلموا أنه رواية مختلفة، وهناك منطق مختلف تماما. وسيؤدي ذلك إلى تكوين نوع من الشكوك في عقولهم تجاه ما يتلقونه من منظري «القاعدة» وطالبان على الإنترنت، وسيضطرون إلى قراءة ذلك مرات ومرات، وآمل أن يرزقهم الله تعالى الحكمة وسديد الرأي الذي يهديهم إلى الحق.

* ما مدى فعالية الفتوى في التأثير على الموقف على الأرض؟

- يمكن للفتوى أن تؤثر في المتطرفين والإرهابيين، عندما يقرأونها أو يسمعونها لأنهم مسلمون ولديهم قابلية لفهم ما يقوله القرآن والحديث الشرعي أو الاستماع إلى قول الأئمة الكبار مثل الشيخ ابن باز أو الألباني أو شيخ الإسلام ابن تيمية، هؤلاء هم أئمتهم الطبيعيون، ولكن غرر بهم بالاستماع إلى الظواهري وبن لادن «خوارج اليوم»، وهنا يبرز دور الأئمة والعلماء كافة في ضرورة تعرية «سفهاء العقول» من منظري حلقات العنف. فتلك المناقشات لا تعرض أمامهم، وهم لا يسمعون سوى جانب واحد من القصة أي ما ينتظرهم زورا وبهتانا من «الحور العين» في جنات عرضها السموات والأرض، وهم حقا لن يرونها، وأنا على يقين من أنهم لم يعرفوا عقوبة قتل غير المسلم عند الله.

وعندما يستمع هؤلاء إلى عشرات من أحاديث النبي الكريم صلي الله عليه وسلم فسوف يصدمون ويبدأون في التفكير ومراجعة النفس، لذا فإن هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها تغيير أفكارهم.

إنهم مشوشون مما إذا كانت أفعالهم الإرهابية وقتل الأفراد في عمليات انتحارية صوابا أم خطأ، لذا فهم في منتصف الطريق، فعندما يقرأون هذه الفتوى سيصبح مفهوم الفتوى واضحا لهم، وسيتمكنون من معرفة كيفية الدفاع عن حقوقهم.

فالإسلام يوضح الوسائل السلمية لتغيير الحكومات، والوسائل السلمية للاحتجاجات، والوسائل السلمية لممارسة الضغوط. وأعتقد أنه كلما توافرت هذه الفتاوى للأفراد عمل ذلك على تغيير الموقف على الأرض.

* كيف تصف آيديولوجيات الإرهابيين وقادتهم؟

- أستطيع أن أصفهم، كما وصفهم الإمام ابن تيمية، بأنهم «خوارج العصر» الحديث، وهذا ثابت فقط عليهم بالقراءة والتفكير والتدبر فيما آل إليه حالهم. وقد ذكرهم النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديثه، وقال إنهم سيظهرون على مدى التاريخ أكثر من عشرين مرة، وسيواصلون الظهور، وستكون الفئة الأخيرة منهم مع المسيخ الدجال، فهم ليسوا من أهل الجنة بل هم من أصحاب النار.

Source : http://www.shams-alhorreya.com/wesima_articles/index-20100305-71585.html

Comments

Top