معسكر إسلامي ببريطانيا يدق طبول

معسكر إسلامي ببريطانيا يدق طبول

الأحد - 8 - أغسطس - 2010 - الثورة نت /متابعات

الدكتور محمد طاهر القادري

هناك طريقتان رئيسيتان لتحارب التطرف والإرهاب: بالحديد والنار، أو بتحصين صدور الشبان المسلمين من الوقوع في شرك الانحراف ووساوس الإرهابيين، ومن بعدها شن هجوم فكري مضاد عليهم في حرب مقدسة.

والأستاذ الخبير في الطريقة الثانية هو مؤسس"منظمة منهاج القرآن العالمية" قبل 20 سنة، الشيخ الدكتور محمد طاهر القادري، الذي دعت منظمته إلى مخيم صيفي بدأ السبت 7-8-2010 في جامعة ووريك بمدينة كوفنتري البريطانية، حيث يشارك أكثر من ألف شاب مسلم في حوارات وشروحات لفتوى مثيرة للجدل أصدرها القادري ضد الإرهاب قبل 5 أشهر وقال فيها إن من يحلمون بأن يصبحوا أبطالا في الجنة بعملياتهم الانتحارية هم في الحقيقة أبطال في نار جهنم.

والعلامة القادري هو مرجع فقهي وعلمي في الإسلام على مستوى عالمي ومؤلف "الدراسة الدينية" وهو عنوان الفتوى التي أصدرها وفيها تطرق إلى أفضل السبل لدحض حجج الجهاديين، وهو ما سيتم التركيز عليه في حوارات وندوات سيشهدها المعسكر الذي ينتهي الاثنين بعد أن يستوفي المشاركون فيه كافة الشروحات حول الفتوى المكافحة للإرهاب عبر دراسة حجج دينية يستخدمها المتطرفون لتبرير الإرهاب ومجابهتها بحجج مضادة من الدين الحنيف تبطل مفعولها كشر يكاد يصبح مقيما بين المسلمين.

ومما أطلعت عليه "العربية.نت" من معلومات حول المعسكر واردة في موقع "منهاج القرآن" وهو بالعربية والأردو والانجليزية، فإن المخيم الصيفي قد يوجه دعوة لمن شاركوا فيه إلى إعلان الجهاد والحرب المقدسة على الإرهابيين، وفي مقدمتهم الناشطين مع تنظيم "القاعدة" الذي وصفه الشيخ القادري بسرطان اخترق الوجدان الإيماني للمسلمين وبدأ يستفحل.

والجهاد الموعود هو بسلاح الفكر والحجج والمجادلة بالتي هي أحسن بحيث تبدأ مرحلة مختلفة عما سبقتها "وكانت فيها الكثير من المنظمات الإسلامية التقليدية ضعيفة في مكافحة الإيديولوجيات الجهادية، مما عمل على ولادة جيل من الشباب المسلم ضعيف وسهل التطويع والتطبيع بحيث صار يتم غسل أدمغته بسهولة لصالح الفكر المتطرف والإرهاب، لذلك فالمجاهرة بإعلان الجهاد على فكر الإرهابيين أصبحت واجبة" وفق ما تقول "منهاج القرآن" في موقعها على الإنترنت.

وكان الشيخ القادري وزع كلمة مكتوبة قبل بدء المعسكر الذي وصفه بأول مخيم من نوعه وذكر فيها أنه أعلن حربا فكرية وروحية ضد التطرف، وعبر فيها عن اعتقاده بأنه "قد حان الوقت أمام المفكرين الإسلاميين المعتدلين المؤمنين بالسلام لتأكيد وجودهم" مضيفا أن واجبه هو إنقاذ الأجيال الشابة من الأصولية وموجة تجنيد الارهابيين في دول بالغرب يريد الإرهابيون من المسلمين المقيمين فيها أن يكونوا كأحصنة طروادة تتأبط شرا بالمجتمعات التي استضافتهم.

الفتوى: الإرهابيون أعداء الإسلام ومصيرهم النار

وفتوى الشيخ الدكتور محمد طاهر القادري، وهو باكستاني مولود في لندن منذ 59 سنة، هي من 600 صفحة وعميقة المحتوى وأصدرها في أول مارس (آذار) الماضي وأثارت الجدل مما ورد فيها من اعتباره القائمين بأعمال إرهابية "أعداء للإسلام ومصيرهم النار" على حد تعبيره.

وقال القادري المعتبر مرجعا كبيرا في فقه الإسلام خلال مؤتمر صحافي عقده في لندن بحضور نواب وممثلين عن جمعيات خيرية متنوعة وقت إصداره للفتوى "إنه لا يمكن بأي شكل ارتكاب أعمال إرهابية باسم الإسلام" وندد بشدة بالاعتداءات التي يرتكبها تنظيم "القاعدة" بشكل خاص.

كما ذكر أن الانتحاريين "لا يمكنهم الادعاء بأن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الأمة، فهذا غير صحيح، لأنهم سيصبحون من أبطال النار في الجحيم" كما قال، مضيفا "إن أفعالهم في هذه الحالة لا يمكن تصنيفها بأي شكل في إطار الجهاد".

واعتبر أن الاسلام بريء من تفجيرات الانتحاريين وهجماتهم المستهدفة للمدنيين، وأن الإسلام "يخرج المتورطين بها من الملة القويمة، فيعتبرهم كفارا" كما قال. ووصف "القاعدة" بأنها "شر قديم باسم جديد" وفق الوارد في فتواه التي اعتبرتها "مؤسسة كويام" البريطانية المحاربة للتطرف الإسلامي "الحجة الفقهية الأكمل ضد الإرهاب الإسلامي حتى يومنا هذا" طبقا لما ورد في بيان ترحيبي لها بالفتوى المثيرة للجدل.

والمعروف عن الشيخ القادري أن والده هو الشيخ فريد الدين القادري الجيلاني الشهير بأنه من كبار علماء الشريعة في باكستان، وتولى خلال حياته مناصب علمية عدة وانتخب في العام 2000 عضوا بالبرلمان الباكستاني، لكنه استقال احتجاجا على ما اعتبره ممارسات منافية للدستور والديموقراطية، وهو من المؤمنين بسياسة "المجابهة السلمية" ويعتبر الإسلام في حالة صراع متنوع ودائم وأن أمضى ما يواجهه هو الفكر وأن فكر الإسلام ينتصر دائما إذا ما دخل الصراع بسلاح الحجة والفكر والمنطق .

المصدر : العربية نت

Source : http://www.althawranews.net/detailes.aspx?newsid=32615

Comments

Top