الشيخ القادري مؤسس إعلان لندن لمناهضة التطرف: لا فرق بين عربي ويهودي أو مسلم ومسيحي

الشيخ القادري مؤسس إعلان لندن لمناهضة التطرف: لا فرق بين عربي ويهودي أو مسلم ومسيحي

07 ديسمبر 2011

صدر مؤخرا "إعلان لندن للسلام العالمي ومناهضة التطرف" الذي وقع عليه حتى تاريخ 28 نوفمبر 2011 33757 شخصا من جميع الأديان حول العالم.

وصدر الإعلان عن "مؤتمر السلام من أجل البشرية لعام 2011" الذي عقد في لندن، الذي نظّمه الشيخ محمد طاهر القادري، أحد العلماء المسلمين البارزين في العالم وهو مؤسس منظمة "منهاج القرآن". ويعيش العالم الباكستاني القادري في كندا، وأما منظمته "منهاج القرآن" فتروج للإسلام المعتدل. وقد أصدر فتوى ضد الإرهاب في العام الماضي، وتلقى منذ ذلك الحين تهديدات من جماعات عديدة، وتقول فتواه أن "الذين يقومون بأعمال إرهابية هم أعداء للإسلام ومصيرهم جهنم".

وحول الهدف من إعلان لندن ضد التطرف في هذا الوقت وليس منذ العام 2001 عندما وقعت أحداث سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، قال الشيخ القادري: بالواقع كانت لدينا أنشطة في هذا المجال منذ ما قبل هجمات 2001 ركزنا فيها على قيم السلام والتربية وكذلك على مواجهة التطرف الديني، ولم يطرأ أي تغيير على مسارنا بعد عام 2001 رغم تقديرنا لمدى الحاجة إلى التركيز منذ عام 2001، وعلى مستوى عالمي، على قضية مواجهة التطرف والإرهاب. لقد قمنا بأنشطة أكاديمية وتأليف كتب لتوضيح المفاهيم الخاطئة للجهاد والخلافة، إضافة إلى حقوق الإنسان، وحقوق النساء، والاعتدال الديني مثل كتاب "الدولة الإسلامية" .

وأضاف: كما حضرنا مؤتمرات دولية ركزت على مواجهة الإرهاب والتطرف وحقوق غير المسلمين. وأقمنا ورش عمل شبابية في بريطانيا وأوروبا لعدة سنوات تحت اسم "الهداية" والتي تركز على رسالة السلام للإسلام، والاسلام كدين وسطية واعتدال، وقد كانت هذه الورش على سبيل المثال في غلاسكو (اسكتلندا) عام 2004، أوكسفورد شاير في بريطانيا في عامي 2006 و 2007 وفي ميلان بإيطاليا عام 2010.

ومن الأنشطة الأخرى التي أشار إليها الشيخ القادري "الفتوى التي صدرت بخصوص الإرهاب والتفجيرات الإنتحارية" والتي جاءت في 600 صفحة تدحض وتفنّد إيديولوجيا الإرهاب والتطرف، وكانت الفتوى وفق القرآن والسنة. فضلا عن المحاضرات حول مواجهة التطرف، وكانت في جامعة جورج تاون في واشنطن ومعهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، وفي مناسبات نظمتها هيئات حكومية بريطانية وجامعات ومعاهد أخرى حول العالم. وكذلك تأسيس منتدى منهاج لمجلس السلام والاندماج في أوروبا وبريطانيا ورسالته مواجهة التطرف والمساعدة في اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية.

وعن أهم بند ورد في "إعلان لندن"، يقول الشيخ القادري: كل المواد مهمة بنظرنا ولكن طالما طلب منا أن نشير إلى الأهم فنحن نشير إلى المادة 15 التي تقول "نعلن أنه لا فرق بين عربي ويهودي، مسلم ومسيحي، هندوسي أو سيخ، بين شخص أبيض وآخر أسود، أو بين رجل وامرأة. كل البشر متساوين باحترام متماثل، كرامة، رأفة، مساوة، وتضامن وعدالة".

وردا على سؤال "هل تعتقد أن هذا الإعلان المكتوب سوف يؤثر على الاسلاميين المتطرفين ويقنعهم أنه لا لا فرق بين عربي ويهودي، مسلم ومسيحي أو بين رجل وامرأة كما جاء فيه"، يجيب القادري: نأمل ذلك، وبالواقع نحن على يقين أنه سوف يؤثر عليهم. الإعلان جاء بدعم من خطابي الذي ألقيته في (ويمبلي) عن سيرة وشخصية النبي محمد حيث سلطت الضوء على كل الأحداث المهمة في حياته التي تدعم الإعلان، وكله وفق القرآن والسنة. وتأثير الإعلان سوف يزداد إذا قامت المنظمات والمعاهد الدولية وكذلك الهيئات الحكومية بدعمه مثل الخارجية البريطانية. وسيكون آثره هائلا في توجيه وإرشاد الشباب إلى الطريق الصحيح. الاعلان والخطاب لديهما الإمكانية لتغيير عقول الشباب وبتأثير دائم عليهم.

وعن الكيفية التي سيستخدم الإعلان فيها بعد التوقيع عليه، وإن كان موجها للإعلام فقط، يرد الشيخ القادري "منذ انطلاقة الإعلان تمت ترجمته إلى عدد كبير من اللغات. سوف نستخدم وثيقة الاعلان بطرق عديدة لكي يكون له الأثر البعيد والدائم، من قبيل: نريدها وثيقة تاريخية في كتاب مثلا، وكذلك باللغة العربية، سوف يتم توزيعها مع الفتوى التي أصدرتها حول الإرهاب والتفجيرات الانتحارية إلى حكومات حول العالم والسياسيين عبر القنوات الدبلوماسية مثل الخارجية البريطانية وكذلك عبر الأمم المتحدة التي منحت منظمتنا صفة استشارية خاصة. سوف ترسل إلى الجامعات والمعاهد. كذلك سوف يتم إرسالها إلى البرامج الدبلوماسية والمتخصصة بمواجهة الإرهاب والتطرف وكذلك السلام. كذلك نسعى لحصولها على تأييد من مؤسسات سياسية وتعليمية، وقد أيدها الأزهر وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي.

ويضيف "لا يوجد تعاون رسمي أو غير رسمي مع الحكومة البريطانية أو أي حكومة أخرى. كما أننا لا نتلقى تمويلا أو مساعدة مالية من الحكومة البريطانية أو أي حكومة أخرى وهذه سياستنا. رئيس الوزراء ونائبه أرسلوا رسائل دعم لمؤتمرنا. وكذلك تلقينا رسائل مشابهة من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي. ولأننا نقوم بعمل إيجابي من أجل إصلاح الشباب وتطويرهم للأفضل ومن أجل الإنسانية لا توجد أي عقبات من قبل الحكومة البريطانية أمامنا ونشكرها على ذلك. واحدة من تخصصاتنا هي مواجهة الإرهاب والتطرف ونشر الوسطية والاعتدال ولهذا السبب نرى أشياء مشتركة وتداخلا في العمل الذي نقوم به. كل جهودنا تقوم بها منظمتنا منهاج القرآن العالمية ونمول كل أنشطتنا بأنفسنا من خلال شبكتنا المنظمة والتبرعات التطوعية.

وردا على سؤال فيما إذا كان قد حصل على تأييد ودعم من أئمة مسلمين أو أي جهات حكومية في الشرق الأوسط والخليج للمؤتمر ولإعلان لندن، يجيب الشيخ القادري: لا. لم يتصلوا بنا من أجل هذا الموضوع وكذلك نحن لم نتصل بهم. لا حكومات ولا أئمة قدموا لنا الدعم في أي من مشاريعنا. لقد قمنا بدعوة الأزهر للمشاركة في أنشطتنا وفعالياتنا وقد فعلوا. وفقهاء الأزهر أيدوا أعمالنا وأنشطتنا.

وعن رسالته إلى الشباب العربي، يقول القادري: كل الاعلان يتضمن رسالة للشباب العربي. عليهم ألا يخلطوا القضايا السياسية بالدين. يجب عليهم عدم رؤية الخلافات والمشاكل السياسية من منظور ديني، وعليهم ألا يقوموا بالانتقام. ولحل القضايا السياسية هناك وسائل سياسية للقيام بذلك. يجب أن يدركوا أن هناك وسائل للدفاع عن النفس وألا يستهدفوا سكانا مدنيين غير مقاتلين. ويجب أن يميزوا بين الحق بالدفاع عن النفس وبين العمل الإرهابي وقتل المدنيين غير المقاتلين والذي هو أمر غير مسموح حتى خلال الحروب. وإذا قام شخص بقتل مدنيين غير مقاتلين عن سابق عزم ونية كاملة كجزء من إيمانه واعتقاده فإن هذا العمل بالواقع يصبح عملا كافرا.

وبخصوص نظرته وتقييمه لدور الإعلام الجديد/الاجتماعي في نقل رسالته، يقول الشيخ القادري: دور مهم ويجب استخدام هذه الوسائل لنشر رسالة السلام والمحبة والتآخي. يمكن لهذه الوسائل أن تلعب دورا حيويا في نشر الإعلان.ونطلب من هذه الوسائل أن تقوم بذلك لأن الأجيال الجديدة سوف تستفيد من رسالة السلام .

وردا على سؤال عما يقوله الشيخ القادري للأشخاص الذين يستخدمون الاعلام الجديد لنشر الفكر المتطرف، يقول: يجب عليهم أن يعيدوا التفكير ويقيّموا العقد الأخير فيما إذا كانت أعمالهم وأنشطتهم أفادت المجتمعات والأمم أو المسلمين الذين يعيشون في الغرب أم أنها أضرت بهم ؟ عليهم إعادة التفكير هل المسلمون يعيشون في خوف، أم بحرية بسبب أعمالهم المتطرفة.. هل المسلمون يعيشون في أوضاع أفضل أو أسوأ ؟ عليهم إعادة التفكير هل أعمالهم تفيد المسلمين في الغرب أم أنها تسبب التمييز ضدهم ؟ عليهم إعادة التفكير بأعمالهم في العقد السابق وأن يستعيدوا حكمتهم ويطلبوا مسامحتهم ويغيروا تفكيرهم المتطرف.

Source : http://ukinuae.fco.gov.uk/ar/news/?view=PressR&id=702649782

Comments

Top