Keefak : رجل الدين الباكستاني.. الذي خرج عن المألوف

3/7/2010 10:04:00 AM

ذات مرة، وصف الرئيس الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد بيرفيز مشرف، العالم الديني البارز الدكتور طاهر القادري باعتباره «شخصا مفرطا في الطموح»، وربما اعتمد هذا الوصف على تجربة مشرف الشخصية مع هذا العالم الديني الباكستاني «الذي لا يكل ولا يمل».

كان الدكتور طاهر القادري قد انضم إلى الحاشية المحيطة بمشرف، كرئيس لحزبه السياسي المنشأ حديثا (حزب عوامي تحريك باكستان)، فور وقوع الانقلاب المسلح الذي دبره مشرف في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1999. وبدأ دكتور القادري في تأييد الحكم العسكري في مختلف القضايا التي تنوعت بين الإبقاء على رئيس وزراء سابقين، بي نظير بوتو ونواز شريف، خارج الحياة السياسية والبلاد بأكملها، وضمان بقاء الجنرال مشرف في الرئاسة لفترة رئاسية تبلغ خمس سنوات عبر تعديل الدستور الباكستاني من دون اتباع الإجراءات الملائمة. في تلك الفترة، كان الجنرال مشرف يعمد لاختيار الأصوات البارزة من المجتمع لضمها إلى حكومته بهدف التصدي للتهديد الناشئ عن خصومه السياسيين، ومنهم نواز شريف وبي نظير بوتو.

وسعيا لإثبات جدارته بتولي منصب قيادي في حكومة مشرف، خاض الدكتور القادري الانتخابات البرلمانية، حيث نجح في الفوز بمقعد عن لاهور، وأبدى خلال العام ذاته تأييده الكامل لسعي مشرف للحصول على فترة رئاسية لمدة خمس سنوات من خلال تعديل الدستور، الأمر الذي قوبل باعتراض قوي من جانب الأحزاب التي تشكل التيار السياسي الرئيسي في البلاد، بينها حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية (نواز شريف).

في تصريحاته الرسمية التي وردت بالصحف عام 2002، وصف الدكتور القادري تعديل الدستور لتمديد فترة رئاسة مشرف بأنها «ضمان لاستمرار وتعزيز الديمقراطية الحقيقية في البلاد». وفي خضم التصريحات ذاتها، انتقد القادري دور كل من نواز شريف وبي نظير بوتو اللذين على مدار الـ13 عاما الماضية تلاعبا بمصير الأمة بأكملها، حسبما قال، وبسبب سوء إدارتهما منيت البلاد بالفساد وغياب الكفاءات، مما دفع اقتصادها إلى حافة الهاوية.

ومع ذلك، لم يدم دعم الدكتور القادري لمشرف طويلا، حيث شرع في إقصاء نفسه عن نظام الأخير عام 2005، بعدما أعلن أن الحكومة العسكرية تبدي اهتماما أكبر بالظهور بمظهر «ليبرالي أمام الغرب»، وبالتالي «ليس بها مكان لعالم دين في صفوفها الأولى».

عند هذه اللحظة، حول دكتور القادري مساره تماما، وبدأ في توجيه انتقادات قاسية إلى حكومة مشرف. واستقال من البرلمان، وأصدر بيانا صحافيا مؤلفا من 59 صفحة، أدان فيه نظام مشرف بشأن القضايا كافة، من السياسات الموالية للولايات المتحدة وصولا إلى التعديلات غير الديمقراطية التي أدخلها مشرف على الدستور.

Source : http://www.keefak.net/internal.asp?page=details&newsID=18145&cat=43

Comments

Top