Bab News : عواصم تحتفي بفتوى تعتبر الانتحاريين أعداء الإسلام

06/03/2010 01:00 AM

دبي ( بابنيوز/ العربية.نت ): أبدت السلطات ووسائل الإعلام البريطانية والغربية اهتماماً كبيراً بإعلان زعيم حركة "منهاج القرآن" الباكستاني المولد الدكتور محمد طاهر قادري في مؤتمر صحافي في لندن أنه أصدر فتوى من 600 صفحة باللغة العربية تحرّم الإرهاب، وتعتبر الانتحاريين أعداء الإسلام وليسوا شهداء كما يدعون، نقلاً عن تقرير لصحيفة "الحياة" اللندنية .

لا تبرير لأعمال الإرهابيين

وقال إن الأعمال الإرهابية ليس لها أي تبرير في الإسلام. وأضاف أن الانتحاريين لا يمكنهم وصف عملياتهم بأنها "استشهادية, إذ لا مكان لأي شهادة، ولا يمكن مطلقاً وإلى الأبد اعتبار أعمالهم جهاداً".

وأوضح الدكتور قادري أنه لا يمكن إيجاد أي أعذار للإرهابيين، وقال "النيات الحسنة لا تحوّل الباطل حقاً".

وأضاف: "الإرهاب هو الإرهاب، والعنف هو العنف، ولا مكان لهما في التعاليم الإسلامية، ولا يمكن إيجاد مبرر لهما ولا أي نوع من الأعذار".

وشدّد قادري على أن الإسلام "دين سلام، يشجع الجمال والطيبة والخير، ويرفض كل أنواع الشر والاحتراب".

وعلّقت مؤسسة "كويليان"، وهي بيت خبرة يُعنى بمكافحة الإرهاب، على فتوى قادري قائلة: "يمكن القول إنها أشمل دحض فقهي للإرهاب في الإسلام".

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أمس الثلاثاء أن فتوى الدكتور قادري ستتم ترجمتها إلى الإنكليزية خلال الأيام المقبلة. وأضافت أن مؤتمره الصحافي سيبث على مواقع في شبكة "الإنترنت" لتعميم الفائدة.

وفي حديث للقسم العربي بإذاعة هولندا قال الشيخ القادري "إن فتواه تجمع الكثير من الأدلة الشرعية والآيات والأحاديث التي تحرم العنف، بما فيها أدلة من المدونات الشيعية، وإن الإرهاب الحالي هو مجرد موجة جديدة من موجات فكر الخوارج الذي يتكرر في كل عصر، وإن هذه الأعمال تستحل دماء المسلمين وهذا كفر في الإسلام". ويعتقد بأن لهذه الفتوى أهمية خاصة بالنسبة لبريطانيا حيث أن غالبية المسلمين هم من جنوب آسيا كما أن هناك تشويشا في الفهم لدى العديد من العامة حول مبررات استخدام العنف، كما الشبان المسلمين البريطانيين – كما تقول الحكومة البريطانية - هم مستهدفون - بشكل خاص من قبل الجماعات المتطرفة.

الباعث الباكستاني

و يقول محمد غالي المحاضر بجامعة لايدن الهولندية لإذاعة هولندا "إن الباعث الأساسي لهذه الفتوى هو ما يحدث في باكستان، بسبب تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين وغيرهم، وهو ما يعارضه عموم الناس هناك، وعندما حاول أحد الشيوخ إصدار فتوى مماثلة تمت تصفيته". ويضيف غالي قائلا "ربما يكون الشيخ قادري في مأمن كونه يقطن خارج باكستان، لكنه يتحلى بالشجاعة أيضا في تصديه لهذه المهمة، لأن الأصوات المعارضة للعنف بباكستان تضاءلت عقب اغتيال رجل الدين المذكور".

مؤسسة منهج القرآن

ومحمد طاهر القادري من مواليد باكستان يبلغ من العمر، 59 عاما ويرأس مؤسسة منهج القرآن وهي جماعة صوفية تهتم بنشر الفكر الصوفي السني عبر العالم، إذ تتواجد في أكثر من 80 دولة منها هولندا. و لا تتلقى الجماعة أي تمويل من أي جهة حكومية، ولكنها تعتمد استراتيجية مقاربة لأجندة عدة دول ومنظمات مدنية تعمل على مكافحة التطرف.

وكان القادري قد عمل لفترة في منصب وزاري بباكستان، وكان مقربا من بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة.

نفوذ متزايد

ونفى الشيخ القادري أن تكون فتواه وسيلة لتأمين منافذ لجماعته وتعزيز نفوذها في الغرب و بريطانيا بالذات، قائلا انه كتب أكثر من ألف إصدار في "سبيل الدعوة"، وان فتواه هي بالنظر لشريعة الإسلام، وليس رغبات أي دولة أخرى. ومضى الشيخ القادري يقول بأن فتواه "ليست معنية بالأمريكيين، أو ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب، وانها موجهة للمسلمين فقط، وأنه لا يقف في صف الحكومة الباكستانية سياسيا، من خلال مجهوده الديني".

الفتاوى والعموم

وسبق لمجلس الفقه الإسلامي في أمريكا الشمالية أن أصدر فتوى قبل عدة سنوات ضد الإرهاب والتطرف بمساندة أكثر من 120 شخصية ومنتدى إسلامي في الولايات المتحدة. وتبعت الفتوى حملة أيدها جموع من الإفراد والمؤسسات في أمريكا الشمالية بلغت ما يقارب من 689 ألف مسلما في أمريكا وعبر العالم.

ولا ينتظر أن تلقى الفتوى آذانا صاغية من قبل الجماعات الجهادية، لكن محمد غالي من جامعة لايدن يقول "إذا كانت الفتوى لن تلقى أذانا صاغية من الإسلاميين، فإنها قد تكون مؤثرة في عامة الناس، حيث الرصيد المستهدف من قبل الإسلاميين الجهاديين، والجديد في الفتوى إنها تنتقل بالمسلمين من الجانب الصامت إلى الجانب المعاكس للإرهاب".

Source : http://www.babnews.com/inp/view.asp?ID=18635

Comments

Top